الخميس، 13 أغسطس 2009

خلاف في وجهات النظر ...


التقيا عند بوابة الحديقة ..........سارا بمحاذاة الجدار إلى أن وصلا إلى كرسي بعيد ينأى بهما عن الأنظار .
كانت تحدثه عن لهفتها للقاء وعن لوعة الفراق و حرقة الاشتياق بينما كان يحدثها عن غلاء الأسعار وارتفاع اليورو ومشاكل الاقتصاد العالمي.
حدثته عن حبها وهيامها وفيض غرامها بينما حدثها عن ديونه التي بات بحاجة لإعادة جدولتها حيث باتت تفوق ديون الولايات المتحدة لصندوق النقد الدولي.
حدثته عن جمال المكان واحتراق الزمان عندما تكون بقربه بينما حدثها عن تقليص ساعات نومه وراحته لأنه يبحث عن عمل إضافي لكي يسد مصاريف أسرته .
حدثته عن ذاك البريق الذي يشع من عينيه وعن روعة الألق الذي ينساب بين شفتيه بينما أثبت لها بالبرهان القاطع أن هذا كان انعكاسا لكونه يستشيط غضبا من كل مايدور حوله إضافة إلى بعض اللعاب الذي سال عند رؤيته لقطعة همبرغر في يد غلام عابر.
حدثته عن حالة الاجتياح التي تعاني منها منذ رأته أول مرة بينما كان يسرد على مسامعها أسباب الاجتياح الأخير لغزة والضفة .
حدثته عن نيران تشعر بلهيبها .... تشعلها فتنة وتعطيها دفعا للاستمرار في حبها له بينما حدثها عن حريق مدبر في أحد المعامل كبد الدولة خسائر بملايين الليرات ثم سجل /ضد مجهول / .
"كان من الواضح أنهما يتحدثان دون أن يصغي أحدهما السمع إلى مايقوله الآخر" ...........أخذت حقيبتها ولبس حذاءه الممزق ........ أدارت له خدها بانتظار قبلة الوداع بينما هو لايزال مطرقا يفكر في تعريف جديد للعولمة......
سارت بخطوات متأنية تجاه البوابة بينما كان يهرول كي يلحق بوسيلة النقل العامة .
هو لم يلاحظ تلك الدمعة التي انهمرت على خديها ........وهي لم تتحسس ذاك السيل من الدموع الذي ظل محتقنا في جوفه طوال الجلسة .
كانت تحدث نفسها بأنها لن تحضر للقاءه ثانية بينما كانت يده تمتد نحو مقبض الباب الخارجي للحافلة التي بدأت بالسير مفكرا بالعقوبة التي سينالها جرّاء تأخره عن العمل .
أشاحت بوجهها عنه محاولة أن تنسى منذ الآن أنها أحبته يوما بينما كان ينسحق تحت عجلات الحافلة وعيناه تسيلان دما .

ليست هناك تعليقات: